top of page

فلسطين

... والعقل

مقتطفات من افتتاحية لكامل مروة نشرت في «الحياة» عام 1966، قبل اغتياله بيومين.

غداً هو الخامس عشر من أيار، ذكرى دخول الجيوش العربية – أو الموجود منها يومئذ- إلى فلسطين سنة 1948، وما تسلسل بعد هذا الحدث من كوارث في فلسطين وخارجها، أدت إلى الوضع الراهن.
واليوم بعد مرور [أعوام] من الذكرى، نستطيع أن نقول أن الأمة العربية لم تستطع بعد الخروج من الهوّة، حتى تتسلق كتف الجبل من جديد، وأن الدول العربية المعنية بقضية فلسطين لم تصدق الوعد، ولم تؤد الأمانة، وأن الحركات الثورية التى بنت مجدها على فلسطين لم تخدم فلسطين، بل استخدمتها، وما تزال.
[...] ولنا على هذه [الحركات] مأخذان:
أولاً- طابعها العلني. فنحن نعتقد أن أي عمل جدي لفلسطين في هذه المرحلة يجب أن يكون سرياً، محاطاً بالكتمان التام. [...]
ثانيا- تسليم [الزمام] الى العقائديين المتطرفين، وبالتالي ربط قضية فلسطين بغير أهلها، [...] ومثل هذا التسليم يزيد في توريط قضية فلسطين وفي تقطيع أواصرها بأصولها. [...]
مرة أخرى سيقول القارىء: ما الحل؟
الحل، موعده ليس اليوم. إنه كامن في الغد البعيد، أولاً في مستقبل تطور القضية العربية، ثم في مستقبل الإتصال المرتقب بين العالم الإسلامي من جهة، والعالم المسيحي من جهة أخرى.
وهذا الحل يجب أن يبنى على أساس أن المعسكر الغربي هو وحده حامل مفاتيح هذه القضية، شئنا أم أبينا. فعلينا أن نتدبر أمرنا معه مع الزمن، حتى نبلغ غايتنا. وليس في الدنيا من صداقة دائمة، ولا عداوة دائمة، بل هناك مصالح دائمة، تتقلب دورياً. والفرص لا تنقطع. 
عامل العقل هو إذن العامل الأكبر المطلوب في هذه المرحلة، للتخطيط والإعداد. ويخيل لنا أن جميع العوامل تتفاعل الآن بإسم فلسطين، إلا ذاك العامل...

bottom of page