top of page

 07 

صرح إعلامي كبير

Anchor 1

ضاقت الغرفة الصغيرة في جريدة «النهار» سريعاً بشاغليها. وبات على صاحب «الحياة» أن يجد لصحيفته مقراً بديلاً يتسع لنجاحها وطموحه. لقد آن أوان العودة إلى أفريقيا الغربية، لحث أصدقائه هناك على الوفاء بوعودهم له بتمويل مشروع توسعة جريدته والانتقال إلى مكاتب جديدة.
وصل مروة في نهاية عام 1946 إلى دكار، فلاقى احتضاناً واسعاً، وكانت انطلاقة "الحياة" الصاروخية سبباً رئيسياً في تكتل المغتربين حوله. فنجح في أقل من شهر بتدبير قرض جماعي كبير، مؤلف من مساهمات صغيرة مدّه بها عشرات المستثمرين الذين أوفاهم دَينهم لاحقاً على دفعات. وبلغ مجموع تلك المساهمات نحو 400 ألف ليرة لبنانية، أي ما يعادل نحو 5 ملايين دولار أميركي بأسعار اليوم.

ولما عاد إلى لبنان، إشترى عقاراً في منطقة الباشورة، على مسافة قريبة من مبنى اللعازارية في وسط بيروت، وباشر بتشييد مقر مستقل لجريدته. وقام بتصميم المبنى يومئذٍ المهندس المعماري ريمون غصن عميد كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت، وتولى تأثيثه المصمم الفرنسي جان روايير Jean Royère، بينما قامت الرسامة التشكيلية سلوى روضة شقير بتزيين جدران قاعاته بلوحات حديثة وطليعية. 

ثم أسرع مروة إلى أوروبا لشراء أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في ذلك العصر من أجهزة لمسح الصور، وماكينات لتلقي أخبار الوكالات، وآلات للصف والطباعة. وبحلول عام 1950 إنتقلت «الحياة» إلى مقرها الجديد.
وفي عام 1952 أصدر مروة صحيفة «ذي دايلي ستار» The Daily Star، وأتبعها عام 1956 بجريدة «بيروت ماتان» Beyrouth Matin، وكان الناشر الأول والوحيد في تاريخ الصحافة اللبنانية الذي يصدر ثلاث جرائد باللغات العربية والانكليزية والفرنسية في آن واحد. وقد دُمجت «بيروت ماتان» بجريدة «لوجور» Le Jour عام 1964، التي دُمجت بدورها بجريدة «لوريون» L’Oreint عام 1972، لتصبح «لوريون - لوجور» L’Oreint-Le Jour.■

bottom of page